الخميس، 29 ديسمبر 2011

| سَفيرةُ المستضعفين رُقيَّة بِنت الحُسين |


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم




| سَفيرةُ المستضعفين رُقيَّة بِنت الحُسين | 

نعزي الأئمة الإسلامية بمناسبة ذكرى وفاة السيدة المظلومة سفيرة المستضعفين رُقية بنت الحسين (ع) .

- إن آل المصطفى (ع) هُم المستضعفين في الأرض كما ذكر لنا الباري عز وجل , فمنذُ أن قضى رسول الله (ص) نحبه و واراهُ علياً (ع) بقبره بدأت أصوات النفاق الأموي ترتفع حتى توارت المصائب على أهل بيت النبوة (ع) حتى وصل بنا السير إلى سبيِّ عترته الطاهرة و سيرهم في البلدان مشردين بلا والي ..

-         وصلوا السبايا إلى الشام بعد محنة وفراق حبيب , وصلوا إلى خَربةِ الشام والذي يروى عنها أن من شدة ألمها وجوه العلويات تقشرت ! ] يا مَهدي أدركنا [ 


. بوسط هذه الخربة طفلة صغيرة لم تبلغ الحلم إسمها رقية بنت الحسين (ع) تعودت فرش سجادة الصلاة لأبيها .. فلما إستشهد الحسين (ع) بكربلاء فرشت تِلك السجادة فلم يحضر أبيها سألت عمتها زينب أين أبي فقالت لها سافر , فارقها في العاشرة من محرم  ثم عاد إليها ليلة الخامس من صفر , إذ أنها كانت تبكي في الخربة تصيح بصوتها أين أبي أين أبي ؟ .. فوصل ذلك الصوت إلى يزيد لعنةٌ من الباري عليه فلما أخبروه أن طفلة من يتامى الحسين تبكي وتريد أباها .. فقال له وبلا إنسانية أرسلوا الطست التي فيه رأس أبيها .. فقالت رقية (ع) لعمتها زينب ما هذا إني لا أريد طعاما بل أريد أبي , فقالت لها فيه ما تريدين , فلما رأت ذلك النحر الخضيب بالدماء وضعت أنامل يداها الصغيرتين وتمسح الغبار من وجه الحسين (ع) , وهي تخاطبه يا أبتاه من الذي أيتمني من صغر سني , يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه ؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر ؟ ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف , وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها , فلما حركوها وجدوا روحها قد فارقت الحياة ..


 .. تعودت أن ترى أباها جميلاً حسناً فما ذنب تلك الطفلة التي رأت أباها مخضباً بدمه بلا جسد .. ]  يا لثارات الحسين [
مرقدها المبارك أصبح ملاذاً للطالبين , وبصغر سنها يقصدها الناس من كل فوج , يلتمسون حوائجهم , فلم يتجرأ أحد على المساس بروضتها المباركة رغم أن مرقدها يكون في وسط الشام  . وكما قيل كبيرهم لا يقاس وصغيرهم جمرةٌ لا تداس .




وهذا وأستغفر الله لي ولكم , وصلَّ الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين . 
أهدي ثواب هذه الحروف إلى مولاي الحجه (عج) وإلى مولاتي زينب (ع) . 




مدونة قطرة ماء

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

~| النقد .. والبحث عن التكامل | ~


- بسم الله الرحمن الرحيم -



اللهم صل على محمد وآل محمد


~| النقد .. والبحث عن التكامل | ~

إستفدت كثيراً من أحد الدورات التي كان محاضِرُها إستاذ مدرب 5000 طالب وطالبة في دورات إتزان الحياة , فتطرق لموضوع جداً أفادني وأردت أن أفيدكم فيه , ألا وهو أفق النقد الذي يفقد فنه أغلبنا .







إن النقد من أسهل الأمور التي من الإمكان إمتلاكِها وترصيع الذوات فيها , ولكن منا من يرصع ذلك النقد بإبر تسم أكثر مما تنفع , ومنا من يرصعها بالفيتامينات المُكملة لذات الشخص المنقود .
لاشك انه أمر ضروري بحياتنا لأننا إن رأينا شخصاً يغرق بالبحر من المحتم عليك أن تنقذه دون سؤاله لماذا أتيت إلى هُنا وأنت لا تجيد السباحة ! . الكل يحتاج إلى النقد والكل معرض له والهدف الأول منه الإسعاف والهدف الثاني هو الإرتقاء نحو الافضل .


] قاعدة الساندويج [

ذكر المدرب مثالاً بسيطاً بيّن لنا فيه آفاق غائبة عنا , وشبهه بالساندويج فبالأعلى يوضع بعضاً من الخضروات وفي الأسفل أيضاً لتُعطي المادة الغذائية التي بالوسط طعماً لذيذاً ,  كذلك أنت إن أردت إنتقاد شخصاً إبدأ بالإيجابيات وإنتهي بالإيجابيات وفي الوسط ضع الفيتامينات التي يحتاجها . ودائماَ وجه له الأمر بالإيجابية , مثلاَ : لو أنك فعلت كذا لكان أفضل , وبذلك إن شاء الله يُتقبل منك النقد وتثاب عليه .


ا-أما إذا كنت أنت المنقود ..

ا- إذا كان الخلل الذي وجهه لك موفر : إعتذر له ولا تستخدم أبداً لغة الإعتذار لأنها المعوق وراء كل نجاح , أما إذا طلب منك الأعذار فقدم لهم .


أولا: إن كان الخلل متوفر فيك ..

ب- عدم وجود العيب ..

عيد الكلام بطريقة الموافقه لكلامه ولكن بكلمات مصدريه .. مثلاً : ان قال لك أنت تسرع في كلامك تقول له .. السرعه هي مضره .. وخذ على هذا المجرى .


- ذلك مما إستفدت , وأتمنى أن تصل الفائدة إليكم أحبائي .. و هذا وصلَّ الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .. 

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

-| قيـامـة الكون تتجدد | -


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرج الآخذ بثاراتهم

-       | قيـامـة الكون تتجدد | -



منذُ نعومةِ أظفارنا تعلمنا أن لهذا الكون قيامة وفيها الحساب , وما نحنُ بالدنيا إلا لزرع الخير  , لكن تغيَّر مفهومي هذا منذُ أن عرفت شيئاً قليلاً من واقعةِ كربلاء العظيمة , في كل سنة تجدد و تقوم القيامة بيوم العاشر من شهر محرم الحرام , وفيها يُعتقُ الملايين من النار ويحجزون درجاتٍ عليا في جنان الله تعالى ! أتتساءل ما ربطُ ذلك ؟

إن في يوم العاشر من شهر محرم الحرام , بيّن لنا الإمام الحسين (ع) أن باب التوبة مفتوح لمن يريد , وحتى لمن أدخل الرُعب بقلوب الهاشميات وجعجع بإمام زمانه , فالحر بن يزيد الرياحي بقرار إتخذه صعد من أسفل السافلين إلى درجاتٍ يغبطه عليها الكثير , وإن في هذا اليوم منذ واقعة كربلاء إلى الآن يدخل النارَ الكثير ! فقط برضاهم والتسليم لقتلة الحسين (ع) يَحشرهم معهم , فمن فرحَ بذلك اليوم يُحشر مع بن زياد وكل العصابة التي خرجت على إمام زمانها , وفي كل عام تتزايد هذه العصابة التي خرجت ضد الحسين (ع) ونشاهد أتباعهم ورَبط أفعالهم بأفعال الشجرة الملعونة .

-         لا أدري ماذا أقول , مدرسةٌ نتعلم منها كل عام , دماءٌ سالت من أجل الدين من أجل الصلاة . فهذا لا يتطلب منا خدمةً وتقديم أغلى ما نملك من أجل الإمام الذي حفظ لنا أنفسنا من التلوث بريحِ النفاق التي كانت سائدة , فواقعة كربلاء الحسين (ع) بيّنت لنا من هو المنافق ومن هو المؤمن , فمِنا من يفدي دماءه مواساةً لقلب زينب المكسور , ومنا من يفدي حياته كُلها بيّد سيد الشهداء , وحقيقةً لا يتحقق ذلك إلى بمعرفةٍ خالصة بالحسين (ع) كي تتحقق الطاعة له .

.- | شعـائرك بينَك وبيّن الحسين (ع) |-

إن شعائر الحسين (ع) من جزعٍ وهلعٍ عليه لا يتطلب منا التدخل أبداً فكُل إنسان حرٌ بما يفعله فداءاً لأبي الأحرار (ع) . وكثير من القصص الحقيقية وقعت باتجاه من استهان بشعائر سيد الشهداء (ع) من غضب الإمام عليه وغيره . فالإمام (ع) هو من له الشأن بذلك لا نحن .



إن كان خطُ الإستواءِ إفتراضياً بالأرضِ , فخطُ الحسينِ منقوشٌ منذُ قديمِ الأزلِ
وكل ما إقتربتَ منهُ معرفةً , زاد بقلبكَ لهيبُ المصيبة الأمل


- وفي ختام حروفي , أهدي ثوابها إلى مولاي الإمام صاحب الزمان (عج) , وأوصيكم الدعاء له بالفرج وقضاء الحوائج . وذلك وأستغفر الله لي ولكم . والحمد لله رب العالمين ..




مدوّنَة : قَطْرَة ماء 

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

أنحنُ المنتظرون لإمامنـا المهدي (عج)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله ربِّ العالمين وصلِّ اللهم على خيرِ خَلقِكَ مُحَمَّدٍ وآله الطيبين الطاهرين وعجل في فرج قائمهم .
شكراً لله , شكراً لسيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء , شكراً للحجة (عج)



قال رسول الله (ص) : ] أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج

إن الحديث عن صفات المنتظرين هو سهلٌ لكن يتطلب مِنا التطبيق لكي نحضَ بألطاف وعناية من مولانا صاحب العصر والزمان (عج) .
عندما يقول الفلاح إني جالسٌ منتظرٌ الأرضَ تثمر لكي أجني ثمارها , أنت بالطبع تُيقن أن الفلاح هيئ الأرض ونشر البذور وسقاها  ماءاً وليَّنها وعمل وسعى ليكون المحصول ذا جوده عالية ( تأملوا ) . إذن الذي لا بذر ولا سقيَّ له ويدعي الانتظار ! حقيقةَ أنه لا يُعد منتظراً فالانتظار لا يكون بالقلب فقط إنما يجب أن يظهر على الجوارح .


البعض يسأل كيف أقترب من قلب الإمام (عج) ؟

الإنسان عليه أن يستشعر في كل خطوه من خطوات حياته حقيقة العبودية .
أنه لا يمّنْ على الله عز وجل ولو انه كان في ميدان المعركة وكان يقدم نفسه في سبيل الله عز وجل . إن المستحبات للمؤمنين في مثابة المكملات الغذائية الذي لا يأكل المكملات لا يموت جوعاً ولكنه انسان فيه نقص في بدنه . فعلينا الحرص على المستحبات التي ستعطينا إن شاء الله فيتامين السعادة في حياة الدنيا والآخره . 

في زمان الغيبه إمامنا

الإمام صاحب الزمان (عج ) عين الله الناظره .. الإمام بنظره إلهيه ينظره إلى الارض . فيلفت نظره أهل الليل
قال رسول الله (ص) : ]  أشراف أمتي أهل الليل [

الذي ينام الليل من أوله لأخره هو إنسان ليس بقريب الى قلب الامام هؤلاء من عامة الموالين , الذي يريد التميز الذي يريد القرب من الإمام (عج ) لابد له ماله من هذه المزايا .
المنتظر الممهد لظهور الإمام (عج) ذلك الذي يهيئ نفسه لكي يكون من جنوده و أعوانه . إذا وصلت إلى هذه الفقرة من دعاء زمان الغيبة إقرأها بتأني , وأعدها مره أو مرتين , طلباً للتفاعل . اتخذها ورداً في قنوت صلاتك وفي قيامك لليل .
( اللهم ليّن قلبي لولي أمرك ) أو بصيفة الجمع بنية المؤمنين جميعاً ( اللهم لين قلوبنا لولي أمرك ) أي اجعل هذا القلب القاسي عجينةً بيد إمامنا .


أنصار الإمام ينقسمون إلى قسمين 

تمنى أن تكون من القسم الثاني على الأقل , لأن القسم الاول قسم كما يقال مقدر , أيّ رشحوا من الأزل أن يكونوا من كبار قادة الإمام (ع) , لكن هناك طبقه في زمان الغيبه الامام يرعاهم بعينه دون أن يشعروا , ترى المؤمن يصمم على فعل تنفسخ همته منه , ينوي الهجره الى بلاد بعيده قبل السفر تنفسخ همته يرى ان هذه السفره كانت مضره له , هؤلاء رب العالمين يخصهم بالرعايه .. ألم تقرأ في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أن الرحمن بمعنى الرحمة العامة , والرحيم بمعنى الرحمة الخاصة , الامام في زمن الغيبة له نظرتان , نظرة لعامة محبيه وشيعته ونظره لخاصة أعوانه وأنصاره لا من الطبقه الاولى من الطبقه الثانيه , [ قل بلسانٍ منتظر عاشق لمولاه ,  يا مولاي اجعلني من الذين ترعاهم في زمان الغيبه . ]

الهي لين قلوبنا لولي أمرك , من لم يوفق لقراءة زيارة العهد 40 صباحاً فليُعاهد ربه أن يقوم بهذا العمل من صباح الغد , عسى أن يقوم من قبره مؤتزراً كفنه شاهرا سيفه مجردا قناته . 

إعداد : مدونة قطرة ماء 


(  مقتطفات من محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي – عنوانها : صفات المنتظرين )

الخميس، 27 أكتوبر 2011

مقال بسيط .. شهر الأحزان


- بسم الله الرحمن الرحيم –
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد



-         مقالتي اليوم تحمل رسالة إلى عشاق الإمام الحسين (ع)
-          إلى كل من تيم قلبه عشق قتيل العبرات ....

في كل سنة هجرية يعود علينا هلالاً يحمل في طياته نيراناً لا تطفأ أبداً بل وفي كل سنة تزيد حرارة لهيبُها , تُقطع قلوب العاشقين و تمزق جفون الحسينيين ونشَق الرؤوس مواساةً  لمولاتنا فخر المخدرات عقيلة بني هاشم ( زَينب ) والأئمة الأطهار وبالخصوص قلب مولانا صاحب العصر والزمان , برسائلنا هذه نكشف للعالم أجمع أن واقعة كربلاء الحسين شيئاً فاق معايير الحزن وامتزج بروحٍ مُتلهفة ومنتظرة لمن يأخذ بثاراتها , مولانا بقية الله في الأرضيين (عج) , ولم يتبقى لوصول الأمواج السوداء التي ستلبسنا لباس الحداد وتُشعل قلوبنا بنار الثأر سوى أسابيع معدودة , وجميعنا نبصم أن ثواب قطرة دم واحدة تهطل على خد المُعزي لأهل البيت حُزناً لهم تَمسح ذنوبه جميعاً حتى لو كانت بمثابة زبد البحر .



عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .


فهذا الشهر الذي فيه كانت ملحمة العشق الحسيني الذي ضَمن لنا بقاء الإسلام والصلاة الى هذا الحسين , يتطلب منك عزيزي الحسيني الموالي استعدادا روحياً وجسدياً له , فلا تقبل على هذا الشهر وروحك ملوثه ولا تقبل عليه وأنت لم تكون علاقة عشق صادقة مع الحسين (ع) . من أحب عمل قومٍ حشره الله معهم ( مضمون حديث شريف ) فمعرفتك بالحسين –ع- ستوصلك إلى درجة كل من بذل مُهجته مع الحسين يوم عاشوراء . فمن ذاق حُب سيدي أبا عبدالله الحسين -ع- وأخلص بالحب سيحظى بحبٍ من الله عزَّ وجل , فقد قال رسول الله (ص) : أحب الله من أحب حُسيناً , فأوصيكم يا رفاقي أن تستعدوا لهذا الشهر قدر المستطاع وتفننوا بألوان التهيئة إليه ..

وإن كانت لديّك بعض الطرق التي تُهيئ المؤمن قبل الدخول لشهر محرم , فتفضل ولا تبخل علينا بالإفاده . .

عظم الله أجوركم بذكرى إستشهاد الإمام الجواد –ع-

مدوّنة : قطرة ماء

الخميس، 13 أكتوبر 2011

- بذرات من كيمياء المحبة –


-         بسم الله الرحمن الرحيم –

-         بذرات من كيمياء المحبة


-         لاشك إن الوصول إلى أبعد الكواكب وتسجيل سبق علمي يُعد تخليداً لشخصياتنا في هذه الدنياُ الدنيّه الذي يسميها الشيخ رجب الخياط بـ ( العجوز المتجملة ) يُعد نجاحاً , لكن بالتأكيد هو ليس نجاحاً إذ قورن بـنجاح من وصل إلى مراتب عُليا بمعرفة الله تعالى , قال الله عزَّ وجلَّ في حديثٍ قدسي ] عبدي أطعني تكن مثلي [  . ولا يصل الشخص إلى طاعة الله والإخلاص له إلى بعد معرفته و تجريد القلب من كل شيءٍ زائل لا دوام لحبه .

سُئل الإمام علي ( عليه السلام ) كيف بلغت هذه المرتبة ؟
قال ( عليه السلام ) } جَلستُ عند بَوابة قلبي , فلم أدخل فيه غير الله . {

-         إذن نفهم من ذلك أن القلب حرم الله تعالى , وهو كالمرآة كُل ما كثرت عليها النقاط السوداء بانت بوضوح , ونحن من يفعل هذه النقط السوداء ونضع أستاراً كثيرة تمنع دخول النور الإلهي إلى قلوبنا , وبعد إطلاعي على سيرة أحد عباد الله المخلصين المطيعين ( الشيخ رجب علي الخياط الطهراني ) – تبين لي أن أساس وصوله إلى تلك الدرجه العاليّة بالبصيرة و العرفان خطوات بسيطة لكن تحتاج إلى جهد منك عزيزي القارئ . سأذكر لكم بعضاً من تلك البذور , و إن أردتَ حقاً البحث عنها , ستجدُها مفصلةً بكتاب ( كيمياء المحبة ) .
-          

من تلك البذور التي إستفت منها للوصول إلى الآفاق بمعرفة الله عزَّ وجلَّ : 

1-    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
} لا يعرف الله عَزَّ وجَّل إلا بسبيل معرفتنا { . وهنا نجد أن طريق معرفة الله تعالى محصورٌ فقط على طريق معرفة أهل البيت ( ع ) , ومن ابتغى غيّر هذا الطريق فهو خارج سياج معرفة الله .

2-    تهذيب النفس بقراءة الكُتب , التي تفيد بسيّر عباد الله الصالحين , وتطبيق أهم الأعمال التي أدت إلى وصولهم لدرجات عظيمه في مجال معرفة الله .

3-    تشكيل جيش لمحاربة النفس الأمارة بالسوء وذلك بـ توجيه رسائل إلى العقل الباطن كـ ( أنا أقدر على ... أنا سأهزم نفسي ... ) دائماً خالف نفسك لتفز في درجة الجهاد الأكبر . ( كل تقدم يحرزه الإنسان إنما يكون في ظل كبح أهواء النفس , وما لم يفعل هذا لا يتسنى له إحراز أي تقدم ) (1) .

4-    إتقان كل الأعمال سواء كانت صغيره أم كبيره في جميع مجالاة الحياة .


قانون انقشه في حياتك .
( في كل نفس يستنشقه الانسان إمتحان فانظر هل يبدأ بدوافع رحمانيه أم تشوبه حوافز شيطانيه ) (2)


-         قصة تستحق القراءة 

-        ماذا يريد العاشق من معشوقة ؟

يذكر هذه القصه اللطيفه الشيخ رجب الخياط الطهراني من أجل إيضاح مطالب عرفانيه رفيعه ويقول مثلاً :-

(( طرق عاشق باب معشوقته فسألته . أتريد خبزاً ؟
قال : لا
قالت : أتريد ماءً ؟
قال : لا .
قالت : فماذا تريد إذاً ؟
قال : أريدُك أنتِ . ))

-         وهذه القصة توضح لنا أن يجب طلب الله وحده , وكلّ عمل تعملونه يجب أن يكون في سبيل الله , كونوا عشاقاً له . ولا يكن هدفكم الثواب في عباداتكم له .(٣)

-         كلمة مميزه إقتطفتها من دُرر الشيخ رجب الطهراني .
( كل مالا دوام له لا يستحق الحب )
 فتأملوا يا رفاقي : )  ..



(1)    . كتاب كيمياء المحبة .
(2)    كلمات الشيخ رجب علي الخياط الطهراني .
 (٣) المصدر نفسه 

شكراً لله . شكراً لسيدتي و مولاتي فاطمة الزهراء . شكراً للحجة ( عج ) .


مدوّنة : قَطرة ماء .

السبت، 1 أكتوبر 2011

كيـف تبـرمـج أهـدافـك - قبسات من حياة الإمام الشيرازي الراحل

مقتبس من [ مجلة الشيرازي ( أعلى الله مقامه ) 
العدد الثالث - شوال 1425 هـ - نوفمبر 2004 م 
للكاتبه : رضية الأستاذ 


كثيراً ما تعصف في عقولنا أفكار ونظريات وتشغل تفكيرنا وتستدعي اهتمامنا لترجمتها إلى برامج تطبيقية وورش عمل أسريه فعالة وهي في حقيقتها أهداف حياتية , كيف أدير منزلي , أدير مالي , أدير وقتي , أدير مجتمعي , أدير مشروعي ... أين أجد المبرمج الفعال لتلك الأفكار !! تساؤل يتردد عند أصحاب المشاريع و المؤسسات والشركات الكبرى .

انه قريب منك وأنت تعرفه سماحة الإمام الشيرازي ( قدس سره ) فقد كان متميزاً في البرمجة فلا يأتي بفكرة إلا ويصحبها ببرنامج ومشروع عمل , ونرى ذلك واضحاً في سلوكه وكتبه و أحاديه في مختلف المجالات وحتى مع زواره , يحي قلوبهم نحوالتخطيط و الهدفية للمستقبل الناجح , ويعطي لحياتنا معنى وقيمة نسعى لأجل تحقيقها , فتنقل إحدى الأخوات أنه سماحته كان الدافع لها للعمل بالخدمات الإنسانية وبالفعل وجدت نفسها بتلك الأعمال كما أشار لها كبرنامج حيوي لمشكلة وقت الفراغ , وذلك ألف الإمام المؤلفات و الكتب كبرامج فعالة وحلول للكثير من المشاكل والأزمات .

لقد واجه سماحة المرجع الراحل مختلف المعاناة والأزمات من التهجير والحصار والمرض وبالرغم من ذلك إلا أنه نجح في القيام بأعمال عظيمة عجز عنها البعض , فكيف قام بها ؟
يقول السيد الراحل . . . التعجب الناشئ لديكم من قلة الهمم والبرمجة السليمة , فما قمت به إلا كقطرة في بحر , وإذا قايسني المتعجب , بالناجحين , سواء الأخيار منهم والمتقين وغيرهم , لرأى أني إلا في ذيل القافلة .. أم كيف تمكنت من هذا الإنجاز , ببرنامج بسيط : 

1- التركيز في التفكير في الموضوع , ومتى وصلت إلى شعر أو فكرة أسجلها حتى في ظلمة الغرفة . 


2- الاستشارة الدائمة  ,  في مختلف الشؤون . 


3- العبرة الدائمة من كل شيء . 


4- الاستطلاع الدائم على مختلف العلوم و الأوضاع . 


5- المطالعة الدائمة السريعة . 


6- الاهتمام بالوقت حتى لا أضيع ولو دقيقة . 


7- الاتباع الدائع لأقصر الطرق إلى النتائج , فأسرع في الكتابة حتى أن خطي كثيراً ما لا يقرأ ؟ إلا لمن عرف اسلوبي . 


8- التحول من موضوع إلى موضوع , لئلا أمل . أطالع و أؤلف وأقابل صديق ...


9- قلة الإهتمام بالإمور الدنيوية . 


10- الإسراع في انجاز بعض الأمور مثلاً الأكل حتى لا تأخر عملي . 


11- من فضل الله سبحانه كثرة أصدقائي ومعاوني , فهم يعينوني في مهامي . 


12 - وأخيراً لطف الله وفضله . 

فهل بعد ذها يمكن أن يكون ما قمت به مورداً للعجب .

فمع هذه البرمجة يمكنك فعل العجائب وبنتائج كبيرة , فلا يأس مع الله .

منقول 
رضية الأستاذ 
rokia121@hotmail.com