بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرج الآخذ بثاراتهم
منذُ نعومةِ أظفارنا تعلمنا أن لهذا الكون قيامة وفيها الحساب , وما نحنُ بالدنيا إلا لزرع الخير , لكن تغيَّر مفهومي هذا منذُ أن عرفت شيئاً قليلاً من واقعةِ كربلاء العظيمة , في كل سنة تجدد و تقوم القيامة بيوم العاشر من شهر محرم الحرام , وفيها يُعتقُ الملايين من النار ويحجزون درجاتٍ عليا في جنان الله تعالى ! أتتساءل ما ربطُ ذلك ؟
إن في يوم العاشر من شهر محرم الحرام , بيّن لنا الإمام الحسين (ع) أن باب التوبة مفتوح لمن يريد , وحتى لمن أدخل الرُعب بقلوب الهاشميات وجعجع بإمام زمانه , فالحر بن يزيد الرياحي بقرار إتخذه صعد من أسفل السافلين إلى درجاتٍ يغبطه عليها الكثير , وإن في هذا اليوم منذ واقعة كربلاء إلى الآن يدخل النارَ الكثير ! فقط برضاهم والتسليم لقتلة الحسين (ع) يَحشرهم معهم , فمن فرحَ بذلك اليوم يُحشر مع بن زياد وكل العصابة التي خرجت على إمام زمانها , وفي كل عام تتزايد هذه العصابة التي خرجت ضد الحسين (ع) ونشاهد أتباعهم ورَبط أفعالهم بأفعال الشجرة الملعونة .
- لا أدري ماذا أقول , مدرسةٌ نتعلم منها كل عام , دماءٌ سالت من أجل الدين من أجل الصلاة . فهذا لا يتطلب منا خدمةً وتقديم أغلى ما نملك من أجل الإمام الذي حفظ لنا أنفسنا من التلوث بريحِ النفاق التي كانت سائدة , فواقعة كربلاء الحسين (ع) بيّنت لنا من هو المنافق ومن هو المؤمن , فمِنا من يفدي دماءه مواساةً لقلب زينب المكسور , ومنا من يفدي حياته كُلها بيّد سيد الشهداء , وحقيقةً لا يتحقق ذلك إلى بمعرفةٍ خالصة بالحسين (ع) كي تتحقق الطاعة له .
.- | شعـائرك بينَك وبيّن الحسين (ع) |-
إن شعائر الحسين (ع) من جزعٍ وهلعٍ عليه لا يتطلب منا التدخل أبداً فكُل إنسان حرٌ بما يفعله فداءاً لأبي الأحرار (ع) . وكثير من القصص الحقيقية وقعت باتجاه من استهان بشعائر سيد الشهداء (ع) من غضب الإمام عليه وغيره . فالإمام (ع) هو من له الشأن بذلك لا نحن .
إن كان خطُ الإستواءِ إفتراضياً بالأرضِ , فخطُ الحسينِ منقوشٌ منذُ قديمِ الأزلِ .
وكل ما إقتربتَ منهُ معرفةً , زاد بقلبكَ لهيبُ المصيبة الأمل .
- وفي ختام حروفي , أهدي ثوابها إلى مولاي الإمام صاحب الزمان (عج) , وأوصيكم الدعاء له بالفرج وقضاء الحوائج . وذلك وأستغفر الله لي ولكم . والحمد لله رب العالمين ..
مدوّنَة : قَطْرَة ماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق