الخميس، 27 أكتوبر 2011

مقال بسيط .. شهر الأحزان


- بسم الله الرحمن الرحيم –
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد



-         مقالتي اليوم تحمل رسالة إلى عشاق الإمام الحسين (ع)
-          إلى كل من تيم قلبه عشق قتيل العبرات ....

في كل سنة هجرية يعود علينا هلالاً يحمل في طياته نيراناً لا تطفأ أبداً بل وفي كل سنة تزيد حرارة لهيبُها , تُقطع قلوب العاشقين و تمزق جفون الحسينيين ونشَق الرؤوس مواساةً  لمولاتنا فخر المخدرات عقيلة بني هاشم ( زَينب ) والأئمة الأطهار وبالخصوص قلب مولانا صاحب العصر والزمان , برسائلنا هذه نكشف للعالم أجمع أن واقعة كربلاء الحسين شيئاً فاق معايير الحزن وامتزج بروحٍ مُتلهفة ومنتظرة لمن يأخذ بثاراتها , مولانا بقية الله في الأرضيين (عج) , ولم يتبقى لوصول الأمواج السوداء التي ستلبسنا لباس الحداد وتُشعل قلوبنا بنار الثأر سوى أسابيع معدودة , وجميعنا نبصم أن ثواب قطرة دم واحدة تهطل على خد المُعزي لأهل البيت حُزناً لهم تَمسح ذنوبه جميعاً حتى لو كانت بمثابة زبد البحر .



عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .


فهذا الشهر الذي فيه كانت ملحمة العشق الحسيني الذي ضَمن لنا بقاء الإسلام والصلاة الى هذا الحسين , يتطلب منك عزيزي الحسيني الموالي استعدادا روحياً وجسدياً له , فلا تقبل على هذا الشهر وروحك ملوثه ولا تقبل عليه وأنت لم تكون علاقة عشق صادقة مع الحسين (ع) . من أحب عمل قومٍ حشره الله معهم ( مضمون حديث شريف ) فمعرفتك بالحسين –ع- ستوصلك إلى درجة كل من بذل مُهجته مع الحسين يوم عاشوراء . فمن ذاق حُب سيدي أبا عبدالله الحسين -ع- وأخلص بالحب سيحظى بحبٍ من الله عزَّ وجل , فقد قال رسول الله (ص) : أحب الله من أحب حُسيناً , فأوصيكم يا رفاقي أن تستعدوا لهذا الشهر قدر المستطاع وتفننوا بألوان التهيئة إليه ..

وإن كانت لديّك بعض الطرق التي تُهيئ المؤمن قبل الدخول لشهر محرم , فتفضل ولا تبخل علينا بالإفاده . .

عظم الله أجوركم بذكرى إستشهاد الإمام الجواد –ع-

مدوّنة : قطرة ماء

الخميس، 13 أكتوبر 2011

- بذرات من كيمياء المحبة –


-         بسم الله الرحمن الرحيم –

-         بذرات من كيمياء المحبة


-         لاشك إن الوصول إلى أبعد الكواكب وتسجيل سبق علمي يُعد تخليداً لشخصياتنا في هذه الدنياُ الدنيّه الذي يسميها الشيخ رجب الخياط بـ ( العجوز المتجملة ) يُعد نجاحاً , لكن بالتأكيد هو ليس نجاحاً إذ قورن بـنجاح من وصل إلى مراتب عُليا بمعرفة الله تعالى , قال الله عزَّ وجلَّ في حديثٍ قدسي ] عبدي أطعني تكن مثلي [  . ولا يصل الشخص إلى طاعة الله والإخلاص له إلى بعد معرفته و تجريد القلب من كل شيءٍ زائل لا دوام لحبه .

سُئل الإمام علي ( عليه السلام ) كيف بلغت هذه المرتبة ؟
قال ( عليه السلام ) } جَلستُ عند بَوابة قلبي , فلم أدخل فيه غير الله . {

-         إذن نفهم من ذلك أن القلب حرم الله تعالى , وهو كالمرآة كُل ما كثرت عليها النقاط السوداء بانت بوضوح , ونحن من يفعل هذه النقط السوداء ونضع أستاراً كثيرة تمنع دخول النور الإلهي إلى قلوبنا , وبعد إطلاعي على سيرة أحد عباد الله المخلصين المطيعين ( الشيخ رجب علي الخياط الطهراني ) – تبين لي أن أساس وصوله إلى تلك الدرجه العاليّة بالبصيرة و العرفان خطوات بسيطة لكن تحتاج إلى جهد منك عزيزي القارئ . سأذكر لكم بعضاً من تلك البذور , و إن أردتَ حقاً البحث عنها , ستجدُها مفصلةً بكتاب ( كيمياء المحبة ) .
-          

من تلك البذور التي إستفت منها للوصول إلى الآفاق بمعرفة الله عزَّ وجلَّ : 

1-    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
} لا يعرف الله عَزَّ وجَّل إلا بسبيل معرفتنا { . وهنا نجد أن طريق معرفة الله تعالى محصورٌ فقط على طريق معرفة أهل البيت ( ع ) , ومن ابتغى غيّر هذا الطريق فهو خارج سياج معرفة الله .

2-    تهذيب النفس بقراءة الكُتب , التي تفيد بسيّر عباد الله الصالحين , وتطبيق أهم الأعمال التي أدت إلى وصولهم لدرجات عظيمه في مجال معرفة الله .

3-    تشكيل جيش لمحاربة النفس الأمارة بالسوء وذلك بـ توجيه رسائل إلى العقل الباطن كـ ( أنا أقدر على ... أنا سأهزم نفسي ... ) دائماً خالف نفسك لتفز في درجة الجهاد الأكبر . ( كل تقدم يحرزه الإنسان إنما يكون في ظل كبح أهواء النفس , وما لم يفعل هذا لا يتسنى له إحراز أي تقدم ) (1) .

4-    إتقان كل الأعمال سواء كانت صغيره أم كبيره في جميع مجالاة الحياة .


قانون انقشه في حياتك .
( في كل نفس يستنشقه الانسان إمتحان فانظر هل يبدأ بدوافع رحمانيه أم تشوبه حوافز شيطانيه ) (2)


-         قصة تستحق القراءة 

-        ماذا يريد العاشق من معشوقة ؟

يذكر هذه القصه اللطيفه الشيخ رجب الخياط الطهراني من أجل إيضاح مطالب عرفانيه رفيعه ويقول مثلاً :-

(( طرق عاشق باب معشوقته فسألته . أتريد خبزاً ؟
قال : لا
قالت : أتريد ماءً ؟
قال : لا .
قالت : فماذا تريد إذاً ؟
قال : أريدُك أنتِ . ))

-         وهذه القصة توضح لنا أن يجب طلب الله وحده , وكلّ عمل تعملونه يجب أن يكون في سبيل الله , كونوا عشاقاً له . ولا يكن هدفكم الثواب في عباداتكم له .(٣)

-         كلمة مميزه إقتطفتها من دُرر الشيخ رجب الطهراني .
( كل مالا دوام له لا يستحق الحب )
 فتأملوا يا رفاقي : )  ..



(1)    . كتاب كيمياء المحبة .
(2)    كلمات الشيخ رجب علي الخياط الطهراني .
 (٣) المصدر نفسه 

شكراً لله . شكراً لسيدتي و مولاتي فاطمة الزهراء . شكراً للحجة ( عج ) .


مدوّنة : قَطرة ماء .

السبت، 1 أكتوبر 2011

كيـف تبـرمـج أهـدافـك - قبسات من حياة الإمام الشيرازي الراحل

مقتبس من [ مجلة الشيرازي ( أعلى الله مقامه ) 
العدد الثالث - شوال 1425 هـ - نوفمبر 2004 م 
للكاتبه : رضية الأستاذ 


كثيراً ما تعصف في عقولنا أفكار ونظريات وتشغل تفكيرنا وتستدعي اهتمامنا لترجمتها إلى برامج تطبيقية وورش عمل أسريه فعالة وهي في حقيقتها أهداف حياتية , كيف أدير منزلي , أدير مالي , أدير وقتي , أدير مجتمعي , أدير مشروعي ... أين أجد المبرمج الفعال لتلك الأفكار !! تساؤل يتردد عند أصحاب المشاريع و المؤسسات والشركات الكبرى .

انه قريب منك وأنت تعرفه سماحة الإمام الشيرازي ( قدس سره ) فقد كان متميزاً في البرمجة فلا يأتي بفكرة إلا ويصحبها ببرنامج ومشروع عمل , ونرى ذلك واضحاً في سلوكه وكتبه و أحاديه في مختلف المجالات وحتى مع زواره , يحي قلوبهم نحوالتخطيط و الهدفية للمستقبل الناجح , ويعطي لحياتنا معنى وقيمة نسعى لأجل تحقيقها , فتنقل إحدى الأخوات أنه سماحته كان الدافع لها للعمل بالخدمات الإنسانية وبالفعل وجدت نفسها بتلك الأعمال كما أشار لها كبرنامج حيوي لمشكلة وقت الفراغ , وذلك ألف الإمام المؤلفات و الكتب كبرامج فعالة وحلول للكثير من المشاكل والأزمات .

لقد واجه سماحة المرجع الراحل مختلف المعاناة والأزمات من التهجير والحصار والمرض وبالرغم من ذلك إلا أنه نجح في القيام بأعمال عظيمة عجز عنها البعض , فكيف قام بها ؟
يقول السيد الراحل . . . التعجب الناشئ لديكم من قلة الهمم والبرمجة السليمة , فما قمت به إلا كقطرة في بحر , وإذا قايسني المتعجب , بالناجحين , سواء الأخيار منهم والمتقين وغيرهم , لرأى أني إلا في ذيل القافلة .. أم كيف تمكنت من هذا الإنجاز , ببرنامج بسيط : 

1- التركيز في التفكير في الموضوع , ومتى وصلت إلى شعر أو فكرة أسجلها حتى في ظلمة الغرفة . 


2- الاستشارة الدائمة  ,  في مختلف الشؤون . 


3- العبرة الدائمة من كل شيء . 


4- الاستطلاع الدائم على مختلف العلوم و الأوضاع . 


5- المطالعة الدائمة السريعة . 


6- الاهتمام بالوقت حتى لا أضيع ولو دقيقة . 


7- الاتباع الدائع لأقصر الطرق إلى النتائج , فأسرع في الكتابة حتى أن خطي كثيراً ما لا يقرأ ؟ إلا لمن عرف اسلوبي . 


8- التحول من موضوع إلى موضوع , لئلا أمل . أطالع و أؤلف وأقابل صديق ...


9- قلة الإهتمام بالإمور الدنيوية . 


10- الإسراع في انجاز بعض الأمور مثلاً الأكل حتى لا تأخر عملي . 


11- من فضل الله سبحانه كثرة أصدقائي ومعاوني , فهم يعينوني في مهامي . 


12 - وأخيراً لطف الله وفضله . 

فهل بعد ذها يمكن أن يكون ما قمت به مورداً للعجب .

فمع هذه البرمجة يمكنك فعل العجائب وبنتائج كبيرة , فلا يأس مع الله .

منقول 
رضية الأستاذ 
rokia121@hotmail.com